الجمعة، 15 أبريل 2011

عادل حمودة يكتب: البقاء لله.. ثورة يناير ماتت في مارس.. وستدفن في سبتمبر.. ولا عزاء للشهداء!



عادل حمودة يكتب: هناك من يصر علي أن نندم علي نظام مبارك


البقاء لله.. ثورة يناير ماتت في مارس.. وستدفن في سبتمبر.. ولا عزاء للشهداء!


الكاتب الحق لا يساوم.. لا يختبئ تحت اللحاف وقت العاصفة.. لا ينزل إلي المخبأ في الغارة.. ل يكتفي برؤية بلاده وهي تحترق.. لكنه.. يفعل شيئ لإنقاذها. ويعرف كل من يتبعني أنني كتبت ونشرت وفجرت وواجهت وحوكمت وهوجمت وصلبت وقت أن كان غيري موافقا علي كل الشخصيات والسياسات والحكومات.. ويمطرها بالقبلات.. ثم ما إن تهاوي النظام حتي انتقل من ستر العورة إلي الدفاع عن الثورة بدعوي أنه كان مسطولا ومهبولا واقعا تحت سحر المشعوذين. لقد تكلمت وقت أن وضعت شرائط البلاستر علي الأفواه.. فكيف أخشي الكلام في وقت فتحت فيه المعتقلات.. وانطلقت شرارة الحريات.. ولاحت في الأفق أبواب الجنات التي تجري من تحته الأنهار؟


1


تضاعفت الحراسة علي مبارك في شرم الشيخ.. سيارات شرطة تسد الطريق إليه.. مدافع مستعدة للدفاع عنه.. وقطع بحرية تقف علي شاطئ البحر الذي يتمشي عليه. لكن.. الأهم أنه لايزال يفرض نفسه علي المشهد السياسي رغم اختفائه منه.. فأبرز الوجوه التي اتهمت بالفساد هو الذي أحالها.. والتعديلات الدستورية التي أقرت هو الذي اقترحها.. وأسلوبه البطيء المخيب للآمال في اتخاذ القرار لا يزال سائدا.. وموهبته في الترقيع والترميم والتخدير مستمرة.. وتحذيره من الفوضي وسيطرة التيارات الدينية المتعصبة والمتشددة تحقق.. إن مبارك دون تزويق للكلمات لا يزال يحكمنا.. إذا لم يكن بشخصه فبطريقته. ولست متحمسا لإلقاء التهمة علي من يوصفون بـ"فلول الحزب الوطني" في تخريب الثورة.. فالحزب الوطني كان لا يزيد علي سوبر ماركت سياسي لا يدخله إلا من يجيد البيع والشراء ودفع عمولة السمسرة وترك البقشيش علي الباب. أما البلطجية الذين كانوا يمثلون إحدي أماناته الخفية فقد تفرقوا.. وتناثروا.. وراح كل منهم يمارس إجرامه بمفرده.. في نوع مختلف من الخصخصة.. لنفاجأ بجماعات منظمة تخرج من تحت الأرض.. في وقت واحد.. في كل عواصم المحافظات.. لتحرق أقسام الشرطة ومقار أمن الدولة والمحاكم والسجل المدني والسجون التي فيه رجالهم وأنصارهم.. مستغلة كراهية الشعب للدولة البوليسية التي حكمته بالحديد والنار.. مستفيدة من حماس شباب الثورة للتغيير والتطهير.. لكن.. هذه الجماعات كانت في الحقيقة تحرق ملفاته وسجلاتها وتمحو من الوجود تاريخها الأسود الذي لا يخلو من العنف والقتل والتخريب علي مدي سنوات طويلة وعصور حكم مختلفة.. إن القوي المضادة للثورة كانت للأسف جزءا من القوي التي شاركت في الثورة.. ثم استغلتها.. وانفردت بها.. وطوعتها إلي مصالحها.. أملا في تحقيق حلم طال انتظاره.. أن تحكم مصر. لكن.. لا أحد من أهل السلطة الحالية يريد أن يتوقف عند هذه الحقيقة.. لا أحد منهم يريد أن يعترف بذلك وهم يعلمونه جيدا.. لا أحد منهم فتح تحقيقا فيه.. أو طلب تقريرا عنه.. وكأنهم سعداء به. إن لجنة محايدة لتقصي الحقائق ستكشف أن جماعة الإخوان المسلمين ليست بعيدة عن كثير مم جري علي هوامش الثورة.. وخلال اشتعالها.. ربم من باب الانتقام.. ربما تعبيرا عن غريزة شرسة كانت مكبوتة.. ربما لتمهيد طريق الحكم بسهولة.. دون "فيش وتشبيه".. أو صحيفة سوابق. بل.. أكثر من ذلك وجدنا أهل السلطة القائمة يمدون أيديهم إلي الجماعة بحيوية غير مفهومة.. ويتركون لها مهمة تعديل الدستور.. ويسارعون بإجراء انتخابات تشريعية يعرفون مقدما أنها تملك الفرصة الأكبر للفوز بها.. ليُشكَّل برلمان ملتح متعصب متشدد ستختار منه لجنة إعداد الدستور الجديد الذي سيؤسس لنظام سياسي يمنحه فرصة البقاء في السلطة إلي يوم القيامة. ولا تصدقوا ما تقوله الجماعة عن التسامح مع الأقباط.. وحماسها للدولة المدنية.. وإيمانه بالديمقراطية.. فهي توزع الأدوار علي رموزها.. هناك من يتكلم بلغة الشعر.. وهناك من سينزل الشارع حاملا الملوتوف.. هناك من يقدم نفسه علي أنه محمد عبد الوهاب الموسيقار ثم نكتشف أنه محمد بن عبد الوهاب الوهابي.. فالطبع يغلب التطبع.. والأيام بيننا. ويكفي أن نتذكر شهادة شباب الثورة الذين أجمعوا فيها علي أن الإخوان الذين عاشروهم في التحرير ليسوا هم الإخوان الذين وجدوهم وقت الاستفتاء.. وبالمثل.. سيري الأقباط والنساء أن الإخوان الذين يتملقونهم الآن لن يكونوا الإخوان الذين سيتعاملون معهم فيما بعد.. إن التنظيمات السياسية لا تهرب من ماضيها مهما تنكرت وتجملت وإلا ما بقيت واستمرت.. فالذئب سيظل ذئبا ولو كتب في بطاقته الشخصية أنه يعمل في شركة دواجن. بمحاباة الإخوان التي لا تنكر فقدت الثورة هويتها.


2


وما حدث في أطفيح يستحق شعورا مضاعف بالقلق.. لقد ذهب عضو في المجلس العسكري لحل الأزمة.. وتنفيذ قرار بناء الكنيسة المصابة من جديد علي نفقة الجيش.. لكنه.. كاد يدفع حياته ثمن لشراسة الجماعة السلفية هناك.. وتعرض الكاهن لإهانة لم يستطع محوها.. واقترح الجنرال الطيب بناء كنيسة أخري خارج الزمام.. ثم اكتشف أنه لو استسلم لهذه الفكرة لهدمت كل الكنائس وبنيت غيرها في حلايب وشلاتين.. ولم يجد مفرا من أن يستعين بالشيخ محمد حسان.. وبالمرة عمرو خالد. القوة الشرعية الوحيدة التي نلجأ إليها بحثا عن الحماية تضطر أن تلجأ إلي واحد منهم كي يقنعهم.. أليس في ذلك تسليم بدولة أخري غير دولة القانون؟.. ألم يؤد هذا التسليم إلي تكبيرة الشيخ حسين يعقوب وهو يتحدث عن غزوة الصناديق داعيا من لا يعجبه إلي أن يهاجر إلي أمريكا وكندا؟.. ألم يفتح ذلك الباب لقطع أذن قبطي لم يسمع الكلام ومطاردة امرأة ترتدي الحجاب ولا تعترف بالنقاب ووضع شروط خاصة للسياحة لا تناسب طبيعتها والهجوم علي بيوت نساء بحجة الكشف عن الرذيلة؟ ولو كان القبطي تنازل عن حقه بسبب خوفه علي حياته وحياة عائلته فأين حق المجتمع الذي ترعاه وتصونه النيابة العامة؟ لقد فتح الباب علي مصراعيه لتنظيمات سلفية نصبت نفسها حكما وقاضيا أخلاقيا ودينيا لمحاسبة كل من تراه مخالفا لما تعتقد.. وكل تنظيم حسب هواه.. وحسب فهمه.. وليس شرطا بالقطع أن يكون دارسا للشريعة.. فهذا أمر لا يهم.. وليس شرطا أن يكون عالما فقيها.. وإنما يكفي أن يعرف كيف يتلاعب بمشاعر البسطاء؟.. فهو يملك صكوك الغفران.. وتذاكر دخول الجنة.. وشيكات النجاة من النار.. أستغفر الله. وبالاستسلام للمليشيات الدينية فقدت الثورة أهدافها.


3


وعادة ما تحاكم الثورات رموز النظام الذي تخلصت منه في محاكمات سياسية خاصة ترضي الشعب وتشفي غليله.. فالجرائم التي ارتكبوه غالبا ما لا يكون لها وجود في قانون العقوبات وإل كانوا قد أزالوها منه. لكن.. ذلك لم يحدث.. فالتحقيقات والمحاكمات التي تجري تقتصر علي الفساد المالي ولا تمتد إلي ما هو أهم.. الفساد السياسي.. أصل كل فساد ومنبعه ومأمنه.. فنحن نترك الساق ونمسك في الأوراق.. وهو ما لا يرضي الناس.. وما يجعلهم يتساءلون عن شخصيات بعينها لم تمثل أمام جهات العدالة.. لماذا لم يأتوا؟.. لماذا ينعمون بحريتهم وكانو مصدر البلاء في البلاد؟ أيهما أدق.. أن أقدم أحمد عز بتهمة احتكار الحديد أم بتهمة احتكار السلطة؟.. أليست هناك جرائم مصيرية مثل تزوير الانتخابات وتكريس قوات الشرطة لدعم التوريث كان يجب أن يقدم بها حبيب العادلي للمحاكمة؟.. ألم يعبث زكريا عزمي بالدور الذي لعبه بمصير هذه الأمة وفي الوقت نفسه كان حريصا علي تستيف أوراق مصادر ثروته بما يبعده عن المساءلة؟ إن الجرائم التي ارتكبها رجال النظام السابق ل وجود لها في القوانين القائمة.. وسيفرون بم ارتكبوا من العدالة القائمة.. وسيخرجون ألسنتهم إلي الثوار الذين تصورا أنهم هدموا المعبد فوق رؤوسهم لأننا لم نحاكمهم المحاكمة السياسية التي يستحقونها. والمؤكد أن وراء إهمال المحاكمات السياسية سببا وجيها.. إنها إذا بدأت بأحمد عز ستأتي بجمال مبارك.. ولو جاءت قدم زكريا عزمي ستأتي قدم حسني مبارك.. ولو سمعنا اسم فرخندة حسن أو آمال عثمان سنسمع سيرة سوزان صالح ثابت.. وهي اسماء علي ما يبدو محمية.. فلا يزال الرئيس السابق وعائلته فوق المحاسبة.. وهذه أقوي ضربة وجهت للثورة.. وجعلت منها حادثا عاديا.. نشعر بآلام مخاضه ول نري جنينا في الطريق. ولا أريد أن أصيبكم بصدمة مروعة لو قلت إن التهم التي وجهت إلي من في السجون الآن ربم تنتهي بهم إلي البراءة لو أخذت العدالة مجراه السليم.. وساعتها لا أحد يتحدث عن إحباط أو يأس.. فكل شيء يبدو أمامي مسرحية متقنة الدراما وإن تفتقد الإقناع والصدق.. ساعته سيحطم الجمهور مقاعد دور العرض صارخا:"سينما أونطة". ولا تأملوا خيرا في إعادة أموال عائلة مبارك.. ول في استرداد الثروات المنهوبة التي هربت إلي الخارج.. فلو كانت لدينا النية فليست لدينا الرغبة.. ولو كانت لدينا الرغبة فليست لدينا الخبرة. لقد نشرنا في العدد الماضي ملف شركات جمال مبارك في الخارج والداخل وأثبتنا أنها تلعب في البورصة وتستخدم نفوذه السياسي في تحقيق ثراء مالي.. لكن.. لا أحد فكر في إحالته إلي الرقابة المالية في هيئة سوق المال لكشف ما كان يفعل.. ل أحد طلب من البنك المركزي القبرصي الذي تسجل شركات جمال مبارك في دفاتره أن يرسل إلي الحكومة المصرية نسخا من ملفاته وحساباته.. لسبب بسيط.. أنه جمال مبارك الذي لا يزال يتمتع بحصانة وحماية.. لن يمسسه بسببهم أحد.. إن هناك جرائم اقتصادية ارتكبها أقل بكثير من الجرائم التي نسبت إلي رجال الأعمال الذين يحاكمون الآن.. لكنه حتي هذه اللحظة لا يزال يعامل معاملة ابن الرئيس. وبالمحافظة علي سدنة النظام المتنحي فقدت الثورة كيانها.


4


وتشرط اللعبة الديمقراطية أن تبدأ كل القوي المتنافسة من نفس النقطة قبل أن تنطلق في سباق الانتخابات المختلفة.. لكن.. طريقة إدارة انتقال السلطة بدستور لم يضعه الشعب.. وببرنامج زمني فوجئ به.. جعل قوي الإخوان والسلفية والجماعات الجهادية والقبلية والعصبية وأصحاب القدرة المالية يسبقون بمسافات واضحة قوي الثورة الليبرالية التي لا يزيد عمرها علي شهرين.. ولم تتجاوز بعد مرحلة الحضانة السياسية. صحيح أنهم يستطيعون تكوين أحزابهم بورقة إخطار.. لكن.. صحيح ايضا أن مهلة الستة أشهر المتاحة لهم لدخول الانتخابات التشريعية المهمة ل تكفي لتجميع كل فصيل منهم ليضع برنامجه ويختار مقار حزبه ويحدد مرشحيه ويدبر مصارد تمويل حملاته الدعائية.. إن ستة أشهر لن تكفي للبحث عن شقة في مكان مناسب.. إيجار جديد. ولا تفسير للخلل في تقدير المسافات سوي أن المجلس العسكري سلم البلاد لتيارات ستقضي علي الدولة المدنية المصرية.. مؤسسة لدولة دينية.. ستعيدنا إلي عصور الجاهلية.. مع كل التقدير لتصريحه العريض :"لسنا إخوانجية ول جماعة سلفية".. فالطريق إلي جهنم مفروش بالنيات الطيبة. للمرة المليون.. ضربة البداية التي تحقق هدف الثورة هي دستور جديد يؤسس نظاما مدني ديمقراطيا يتساوي فيه المواطنون دون تفرقة.. ولو كان هناك إصرار علي أن تكون الانتخابات البرلمانية في موعدها فليس هناك ما يلزم أن تشكل اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور من أعضاء مجلس الشعب الجديد.. فاللجنة التأسيسية يجب أن تعبر عن كل طوائف ورموز الأمة سواء نزلت الانتخابات أو ترفعت عنها. وبالإصرار علي تحجيم وإحراج القوي الثورية الليبرالية سيذهب دم الشهداء هدرا.. ولن يكون في رقبة من قتلوهم في المظاهرات فقط وإنما في رقبة من قتلوا أحلامهم ببرنامج متعجل للتغييرات أيضا.


5


إن كل مظاهر النظام الجديد لاتزال سائدة.. بل تضاعفت حجما.. وزادت تأثيرا.. الطائفية.. البلطجة.. التمييز.. العجز عن التغيير.. البطء في اتخاذ القرار.. التصرف بعيدا عن إرادة الشعب.. حماية رموز الفساد السياسي من الحساب والعقاب.. واضيف إلي ذلك.. غياب الأمن.. زيادة البطالة.. تضخم الأسعار.. زيادة تكاليف المعيشة.. اضطراب الاقتصاد القومي.. اختفاء ملامح المستقبل خلف ضباب المجهول.. تسويد الدنيا في عيوننا.. وقبل ذلك وبعده ضياع الثورة والإجهاز عليها وهي في مهدها. إنني مُصر علي ألا أندم علي نظام مبارك.. لكن.. يبدو أن هناك من يلح ويدفع ويضغط كي نعلن ندمنا عليه وتوبتنا من الثورة.


عادل حمودة

إسلام بحيرى يكتب : الإخوان فى العراء



احترت كثيرا حين بدأت أفكر فى الكتابة عن الإخوان من أين أبدأ من ثلاثة وثمانين عاما مضت من عمر هذه الجماعة..الجمعية..التجمع- سمها كما شئت - أم أن البداية الملحة يجب أن تكون من اللحظة الراهنة الضاغطة والحرجة التى يتصدر فيها الإخوان المشهد كل المشهد، يحتلون المقدمة ويتصدرون النتيجة..ففى المقدمة يتصدر الإخوان مشهد ثورة 25 يناير كلسان ناطق عنها ولها بعد أن مارسوا الاستيلاء الكامل عليها كعادتهم الأليفة والموروثة فى ادعاء بطولات لم يغمسوا يدا فيها على مدار تسعة عقود مضت أما فى النتيجة فيتصدر الإخوان الواجهة أيضا كأول وأكبر المستفيدين من نتائج ثورة قام بها الشرفاء ليس إلا طلبا للحرية، ولكن هذه الثورة فى المهد والنمو لم يكن لها رأس فانتحل الإخوان سريعا رأسهم ووجههم ليزرعوه عنوة على بدن ليس بدنهم، فاسترق الإخوان نتائج الثورة كقوة مزعومة تستعد لتولى مقاليد الأمور، فقد نشأت الجماعة ونمت فى كل أطوارها على عهود ومواثيق الآباء الأوائل فى مكتب الإرشاد الذين علموهم كيف يفوزوا بالجولة فتعلموا جيدا أن الدين هو الحزب الأهم وأن المتاجرة به فى العمل السياسى هى تجارة لن تبور. وجه الإخوان على بدن الثورة يجب أن يعلم الإخوان أن الطريق إلى ميدان التحرير لم يكن مبنيا على صفحة "كلنا خالد سعيد" أو غيرها فقط من الصفحات التى دشنت على الشبكة الاجتماعية، بل الحقيقة أنه طريق شاق ووعر بدأ منذ قرابة العقد فمن معارضة مشروع التوريث إلى نشوء حركة "كفاية" التى كانت تزأر وحدها فى الشارع مرورا بـ "شباب 6 أبريل" و"حركة 9 مارس"، والكثير من الشرفاء والمعارضين الذين كونوا هذا الزخم المتراكم عبر سنوات حين نزلوا إلى الشارع، حين أن كان النظام فى سطوته وجبروته ثم كانت الثمرة فى انتفاضة "25 يناير" التى تبلورت بعدها بدماء الشباب الطاهرة إلى ثورة مكتملة المعالم فى "28 يناير". ولنا أن نسأل على مر العقد الفائت: أين كان الإخوان المسلمون من كل هذا الزخم الذى كان الوقود والمكون الحقيقى لـ"ثورة 25 يناير"..فقد كان الإخوان خانسين خاضعين إذا شاركوا على استحياء وإذا امتنعوا وهو الغالب الأعم قالوا إن مكتب الإرشاد يعرف مصلحة الجماعة ولم يكن الجميع يعلم حينها أن الإخوان يمارسون اللعبة القديمة فى بيع وشراء العملية الوطنية برمتها من عقد صفقات تحتية مع النظام المخلوع، كان الإخوان على مر هذه السنين يقبلون نعال النظام المنصهر ويجتمعون به بليل ليخرجوا نهارا معلنين عن وطنية مواقف مفصلة على مقاسات أحذية النظام السابق، وقد أكد هذه الصفقات شاطرهم الشاطر خيرت فى لقاءات تليفزيونية معلنا فى انسيابية أن هذه الصفقات التحتية كانت معلومة ومعروفة بين النظام والإخوان وكأنها من طبائع الأمور، وذلك بالطبع قبل فضيحة الاستقالة المسببة للقيادى الإخوانى "هيثم أبو خليل". وذلك ليس بغريب بل إنه الوجه الحقيقى للإخوان الذين تعلموا من الآباء المؤسسين أن يعارضوا سيف المعز علنا ويقبلون خفية بذهبه، وقد جاءت ثورة "25 يناير" لتؤكد على دأب الإخوان ووطنيتهم المسعرة دوما بثمن بخس فمع بدايات الدعوة للنزول إلى الشارع فى "25 يناير" أكد الإخوان فى تصريحات موثقة ومسجلة أن الجماعة لن تشارك فى هذه التظاهرة - وقت أن كانت ما تزال تظاهرة- ولكن الإخوان وكعادتهم ينتظرون الثمرة حتى تطيب وتلقى إليهم خالصة سائغة، فبعد جمعة الغضب حيت استدارت معالم التظاهر واستحالت إلى ثورة مكتملة، وبعد أن دفع الشباب فى كل محافظات مصر دماءهم وحياتهم من أجل الحرية.. هنا فقط قرر الإخوان القفز على الفريسة وجنى الثمرة وانتحال الشرف -كما عهدوا- فنزلوا للشارع حين دنا إلى مخليتهم حلم الآباء الكهنة منذ عقود بتمكين الإخوان فى الأرض، ولكنهم لم يكتفوا أو يرتضوا بالمشاركة، ولكنهم استحضروا مهاراتهم الأثيرة من الزيف فبدأت الأخبار تتواتر كبالون اختبار أن الإخوان ساعدوا الثورة ثم تحولت المساعدة أن الإخوان شاركوا فيها منذ البداية ثم انتهت إلى متحدثهم الرسمى "العريان" ليقول بملء شدقيه فى برنامج أسبوعى على قناة مصرية، خاصة أن مؤسسى صفحة "كلنا خالد سعيد" هم الإخوان فأحدهم عضو منتظم فى الجماعة والآخر ـ يقصد وائل غنيم ـ كان متعاطفا ولكنه لم ينضم للجماعة, وبالطبع هذا كلام "العريان". هكذا بسذاجة مألوفة وفجور معهود فى الزيف والادعاء أصبحت الجماعة التى أعلنت عدم مشاركتها على لسان "العريان" أيضا هى مفجرة الثورة وصانعتها، وهذا ليس زيفا فقط باستراق شرف صفحة "كلنا خالد سعيد" التى لا شك كان لها دور مؤثر فى الحشد ولكنه زيف أكبر حين أهدر الإخوان كل هذه السنوات والتضحيات التى تأدت فى النهاية إلى ميدان التحرير هذه السنوات التى كان الإخوان يعقدون مع النظام صفقات التزوير المتاح فى انتخابات مجلس الشعب، ليصدق المخدوعون والبسطاء أن الثورة إخوانية أو على الأقل أنه لولا الجماعة لماتت فى مهدها، وهكذا سلسلة معقدة من الكذب والخداع والزيف والنفاق المتواصل بشكل يصعب تصديقه لا ينقطع من حتى ليجعلك تحتار أى الكذبات هى أكبر من أختها. ولم يكتف الإخوان بالسطو على الثورة عنوة والاستيلاء عليها اغتصابا، بل أراد القدر أن يفضحهم على أيدى أحد قياداتهم الفاعلة من خلال الاستقالة المدوية للعضو البارز فى الجماعة "هيثم أبو خليل" الذى كانت أسباب استقالته هى فضيحة بكل المقاييس فناهيك عن تأكيده عن صفقات الجماعة الشريفة الوطنية مع النظام فى السنوات الأخيرة حول الانتخابات إلا أن ما سرده حول مقابلة سرية لأعضاء الجماعة فى أوج اشتعال الثورة التى استشهد فيها زهور من شباب وشابات مصر لقاء جمع الإخوان الشرفاء الوطنيين مع النائب حينها "عمر سليمان" لعقد صفقة مع النظام لإجهاض الثورة، وذلك مقابل فتات يعود عليهم من اعتراف بالجماعة والسماح لهم بإنشاء الحزب الذى حلموا به لتسعة عقود. هؤلاء هم الإخوان الذين يبيعون الدماء لمصلحتهم ولولا اختلاف المصالح لنجحت الصفقة.. هؤلاء هم الإخوان على وجههم الراسبوتينى الحقيقى ثلاثة وثمانون عاما من الإفساد والكذب والخديعة والإيهام والنفاق والمداهنة والخنوع والتسلق والتملق والادعاءات المسروقة والبطولات الزائفة والتاريخ المفتعل والأكل على موائد الجميع والتستر بالدين والوصولية والانتهازية وخيانة العهود والسطو على منجزات الآخرين. الإخوان بين مرحلتين: ولذلك فقد وجب أن نوضح أن الإخوان الآن بين مرحلتين هامتين نستطيع أن نفرق بينهم بوضوح الإخوان ما قبل "25 يناير" والإخوان بعدها. الإخوان قبل "25 يناير": بالطبع لن نتحدث عن تاريخ طويل ومشوه امتلأت به تسعة عقود من تاريخ مصر والعالم العربى والإسلامى بهذه الجماعة، ولكننا فقط نستلهم دروس الماضى لنقرأ المستقبل فى هذا التوقيت الحاسم من تاريخ مصر والمنطقة. فلا شك أن تطاول العمر بهذه الجماعة لثلاثة وثمانين عاما لم يكن حصاد فكر رصين أو مبادئ سامية أو تاريخ مشرف -والعياذ بالله- ولكن الإخوان ككل البقع الجرثومية تنمو وتستطيل فى بيئة صالحة تتوافر فيها مزايا محددة لتظل على قيد الحياة، وقد لعبت المصادفات دورا هاما فى بقائهم أحياء دون تعفن طيلة هذه السنوات وذلك لتوافر عاملين لا ثالث لهما، الأول هو المطاردة والتعقب، فهذه المطاردة التى يشكو منها الإخوان فى بكائياتهم ومرثياتهم إنما هى أكبر بيئة غذت ونمًّت وساعدت الإخوان على البقاء وهم يعلمون جيدا أن ذلك هو السبب الأكبر فى استبقاء الحياة فى جماعة كهذه، فبيئة الاضطهاد والمطاردة منذ الأربعينيات حيث كان الإخوان يفجرون ويقتلون ويغتالون وأيضا يلعبون اللعبة ذاتها على كل الموائد من الإنجليز إلى غيرهم، مرورا بعصر يوليو الذى لم يفلح فيه الإخوان فى سرقة ثورة جمال عبد الناصر فقرروا اغتياله وكأنهم يستجدون ويستنفرون عودة عصر المطاردة والتضييق لأنهم أحسوا مع فورة حماس الشعب لثورة يوليو أن الجماعة فى طريق الموت السريرى، وللأسف فقد أهداهم نظام عبد الناصر ما يريدون ليظلوا أحياء يدعون الشهادة والجهاد، وصولا لحقبة السبعينيات الذى أعطى فيها السادات -سامحه الله- يدا للجماعة بعد أن أشار عليه أحدهم بضرب اليسار الماركسى باليمين الإسلامى، فكان أن ضرب السادات دون أن يدرى مصر كلها فى مقتل، وأعاد الحياة للإخوان وأخرجهم من الجحور فما كان منهم إلا أن تلقح رحمهم من الوهابيين السلفيين فأنجبوا ابن الزنا فكانت الجماعات الإسلامية التى فى النهاية قضت على السادات نفسه، وقد كان التزاوج بين الإخوان والوهابيين فى السبعينيات إنما كان عودة لبلد المنشأ التى رعت الفكرة فى أولها بالمال لتكون الجماعة يدا للوهابيين فى مصر قبل منتصف القرن السابق، ولكن التزاوج انفض مع الوهابية بعد ذلك لخلافات لا يتسع المقام لشرحها، ثم وصل الإخوان لعصر مبارك وكانوا قد تعلموا لعبة الديمقراطية التى أعجبتهم بعد الخلاف مع الوهابيين، ولأجل أسلمتها اخترع الإخوان الأدبيات التى تقرن بين الديمقراطية والشورى فى الإسلام وهى كذبة من الإسلاميين لا مجال لمناقشتها الآن فلا علاقة بين الشورى والديمقراطية بحال وعلى هذا ولجت الجماعة إلى عصر مبارك بعد أن أعطاهم هو وأمن دولته نفس الإكسير الذى يحييهم، فقد أعطاهم النظام المخلوع ذات المطاردة والتعقب والتنصت وكل الوسائل التى يسعد بها الإخوان بشدة ويزدادون بها انتفاخا لأنهم ينمون ويتغذون فى هذه البيئة فقط فالإخوان لا يعرفون ولا يمكنهم العمل فى الضوء بل هم لا يعرفون إلا العمل بليل فإذا ما سمح لهم بالعمل تحت الضوء شلت حركتهم وقضوا نحبهم، لذا فهم على مر العصور يسعون إلى استنفار هذه المطاردات لأنها تمثل روح العمل فى هذه الجماعة المريضة وهو ما وضعهم فى أزمة كبيرة بعد ثورة "25 يناير"، كما سنوضح. أما العامل الثانى الذى مثل البيئة الصالحة لنموهم فهو الجهل، جهل العامة من البسطاء وفطرتهم القريبة دوما من الدين وكان هؤلاء البسطاء والأتباع هو وقود الإخوان على مر العقود، فمن اليسير أن تتقرب للبسطاء بستار الدين الذى تضطهده الدولة مع استعمال أدوات العمل المسرحى والحبكة الدرامية من إعفاء اللحية والمساعدات المالية ورفع الشعارات الدينية البراقة مثل تحكيم شرع الله وإقامة الدين وما إلى ذلك، فتلين الثمرة لهم، وما شعار الإخوان إلا مثال صارخ على هذا فقد كان الإخوان فى بداياتهم ومن لزوم ما يلزم يرفعون شعار السيفين المصاحبين لكلمة "وأعدوا" وهى استلهاما من الآية القرآنية "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّه وَعَدُوَّكُمْ" التى يأتى سياقها القرآنى فى الكلام عن عدو الله، فقد كان الظرف التاريخى المدعى حينها أن الإخوان يرفعون شعار "وأعدوا" فى مواجهة المحتل الكافر، ولكن الغريب أن الإخوان ظلوا يرفعون الشعار "وأعدوا" فى وجه كل المخالفين فظل هذان السيفان الغبيان مشهرين فى وجه الجميع ولا نعلم فى الحقيقة لمن يعد الإخوان عدتهم فى كل هذه السنوات إلا لو كنا جميعا من أعداء الله طالما نحن خارجون عن إطار جماعتهم المريضة, وفى هذه البيئة المساعدة من خلال العاملين الأساس مطاردة الإخوان وجهل البسطاء استمرت الجماعة فى الوجود اللا دينى واللا سياسى، فالحقيقة أن الإخوان لم يقدموا تعريفا لهم طوال هذه السنوات فهل هم رجال دين فأين هم العلماء فى مكتب الإرشاد وأين دورهم الدعوى بل إن المرشد العام للجماعة لا يحسن حتى الكلام الصحيح بالعربية الفصحى، أم هل الإخوان رجال سياسة وحكم فأين هى رجالاتهم فى هذا الباع فلم نجد لهم أثرا يذكر.. إذن فالسؤال الذى يلح فى المرحلة الثانية للإخوان ما بعد "25 يناير"، من هم الإخوان وما هو مفهوم الجماعة؟ الإخوان بعد "25 يناير": بدأ الإخوان عصرا جديدا بعد نجاح ثورة "25 يناير" ولنترك الآن الاستيلاء على الثورة كوضع على الأرض وننظر بروية فى السطو على نتائجها ومكتسباتها، فلم يكن موقفهم من الاستفتاء على التعديلات الدستورية إلا تعبيرا صريحا عن موقفهم حين يكونوا على الساحة وحدهم، فإقصاء الآخر ونفيه وتسفيه رأيه والتعصب لما يريدونه هو أول ما كشف به الإخوان عن وجههم المغاير للرقة والوادعة والديمقراطية وقبول الآخر، هذا بالطبع إلى جانب الاعتقاد الذى بثته الجماعة عن عمد أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية استفتاء على قوتهم الحقيقية على الأرض، فلا يعتقد أحد أن الإخوان كانوا يبحثون عن مصلحة مصر فى الصندوق فالإخوان لا يعرفون إلا الإخوان، وكما هى أصول اللعبة فقد أحب الإخوان أن يستعرضوا قوتهم المزعومة فلجأوا إلى دأبهم فى خلط الدين بالسياسة وكان البسطاء كالعادة أيضا هم وقودهم الذى لا ينضب فأصبحت "نعم" و "لا" ليست على التعديلات الدستورية، ولكن "نعم" هى نعم للدين و"لا" هى اعتلاء مصر من العلمانيين والليبراليين وهذه المصطلحات التى يخشاها البسطاء لأنها مصطلحات تعنى فى النهاية عداء للدين، كما صور الإخوان بالتعاون من وكلاء الواهبية فى مصر أصحاب "غزوة الصناديق"، ولم يعِِ الإخوان الفخ الذى انتظرهم فى الصناديق ولم يدركوا أن أيا ما انتهت إليه النتائج هى هزيمة للجماعة على كل الأحوال فـ"نعم" هزمت الإخوان قبل أن تهزمهم "لا"،لم يفهم الإخوان أن تعصبهم واستعلاءهم ما قبل الاستفتاء وإصرارهم على إقصاء الرأى الآخر ولجوءهم للوسائل المعروفة من خلط الدين بكل شىء هى تعرية لهم كنا ننتظرها منذ زمان، نعم وقف الإخوان فى العراء وحدهم مع الصناديق، وقفوا ولم يلحظوا أن سوءة الجماعة تعرت لكل من له عينان.. وكان لهم لما أرادوا من أغلبية "نعم" وكان لنا ما أردنا من سلخ جلد الثعلب وظهوره فى العلن، فقد ظن الإخوان ظنا مكذوبا أن نجاحهم فى الحشد للاستفتاء هو مؤشر على تحقيق حلم الآباء المؤسسين بالحشد لما هو أكبر من الاستفتاء، فقد وقف الإخوان فى العراء حين لم يجدوا حرجا فى اللعب بورقة المادة الثانية عند البسطاء لكى يحشدوا حشدهم فتكون النتيجة ظاهريا لمصلحة الوطن وتكون النتيجة باطنيا لمصلحة ترسيم القوة الخارقة للإخوان لأنهم لا يعرفون إلا مصالح الجماعة لا يعرفون مصلحة مصر، بل لا يعرفون مصر من الأساس وذلك تبعا للمبدأ العظيم الذى أرساه مرشدهم المنتهية صلاحيته "مهدى عاكف" فى حواره مع الصحفى المحترم سعيد شعيب عندما قال جملته الأثيرة التى تعبر عن مبادئ الإخوان "طز فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر"، فإذا كان ذلك كلام المرشد الذى يجب الثقة فيه ثقة عمياء واتباعه فى المنشط والمكره –حسب منطوق قسم الانضمام للجماعة- فما حال الأتباع إذن، ولكن المعضلة الأكبر من سطو الإخوان على الثورة وعلى ونتائجها هو الأمل الذى يحدوهم بعد هذا الانتفاش المكذوب أن يتم الاستيلاء على مصر كلها وهى أضغاث أحلام بدأت تداعب رجال الجماعة أقصد أعضاء الجماعة، فماذا لو تخلينا أن الإخوان قفزوا على سدة الحكم فى مصر. الإخوان حين يمدون أعينهم إلى الكرسى: بدأ الإخوان، بعد الانتصار "نعم" فى الاستفتاء، حديثا ناعما ودودا عن شعارهم المزيف "مشاركة لا مغالبة" وبدأت ألسنتهم على الشاشات وفى الصحف تتكلم عن ترشحهم على عدد قليل من الانتخابات البرلمانية المنتظرة وأنهم ولله الحمد والمنة لن يفكروا فى الترشح لمنصب الرئاسة "الآن" وكأن القوة المنتفشة وهم قد صورت لهم أن واحدا من الإخوان لو ترشح فباب القصر مفتوح له، ولا أعلم سر هذا الاستعلاء الإخوانى رغم أن الدلائل تحمل لهم فى قادم الأيام ما لن يسعدهم كثيرا، ثم بدأت اللهجة تتغير مع كل تعرية للإخوان فى وسيلة إعلامية أو غيرها فزادت حدة التعالى وغير الإخوان خططهم وقالوا سنترشح على نصف مقاعد المجلس النيابى القادم، ثم أخذتهم السكرة ولما لا؟ لماذا لا نركب على الكرسى فى سبيل إقامة شرع الله، وحينها دشنت تمثيلية استقالة "عبد المنعم أبو الفتوح" ولكنهم بعد استقالة "هيثم أبو خليل" رأوا أن استقالة "أبو الفتوح" ولو كانت مصطنعة إلا أنها ستضربهم فى مقتل، فبدأت الخطة الثانية أن يعلن "أبو الفتوح" كبالون اختبار أنه يفكر فى الترشح للرئاسة مستقلا عن الجماعة، وذلك حتى يحققوا النموذج الإيرانى حين نرى رئيس مصر يقبل يدى مرشده العام أو الأعلى –سيان- وذلك ما بشر به فى تسجيل مصور العائد من بيته اللندنى "كمال الهلباوى" حين أكد أمام المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أن الإخوان يرغبون فى تطبيق النموذج الإيرانى فى مصر وأنه يجب-لاحظ كلمة يجب- أن تقوم أنظمة إسلامية على أنقاض الأنظمة التى بادت، وهنا تشتبك الخيوط عند الجماعة ويظهر أن شعار "المشاركة لا المغالبة" هو واحد من ألف كذبة تعاهدوا وتعودوا عليها طيلة تسعة عقود، وهنا تتضح الكذبة الأكبر التى يدعيها الإخوان والمسماة "الدولة المدنية" التى لها تعريف خاص عند الإخوان. بالطبع فالإخوان لهم قاموس خاص بهم فهم يتناقضون بين يوم وآخر بل بين لحظة وأخرى وبين شخص وآخر، فكل إخوانى له رأى غير أخيه ولكنهم إخوة فى الإخوان، فهذه الجماعة المريضة تربت على اللا مبدأ وهو المبدأ الذى شربوه ووعوه من السدنة الكبار، فالإخوان حين تسألهم ما هو تعريف الجماعة للدولة المدنية أو ما هو دور المرأة فى هذه المجتمع وما معنى تطبيق الشريعة وما معنى المواطنة فى نظر الجماعة وما موقف الجماعة من الفن والرياضة والاختلاط وما هى الديمقراطية فى تعريفهم وكل الصف الطويل من الألغاز، ستجدهم يهيمون ويدورون ويصعدون ويهبطون وتدور أعينهم كالذى يغشى عليه من الموت وفى النهاية لن نجد إجابة واحدة لها معنى محدد عن هذه الأسئلة، جماعة احترفت التضليل والكذب والتقية قرابة تسعين عاما، كل يوم برأى وكل وضع بحال، فالإخوان لا مبادئ لا عقل لا وضوح لا شفافية لا مشروع لا حقيقة لا منهج لا طريق لا طريقة لا اعتقاد لا جماعة لا جمعية لا حزب، الإخوان لا شىء على الإطلاق، ولما تفتأت أذهانهم على لعبة الحزب الهزلى المسمى "الحرية والعدالة" وجدنا نفس التضارب فيخرج مرشدهم البديع ليقول لا نرشح فى الحزب المرأة والقبطى.. فى تمييز واضح وردة عن فكرة المواطنة والحقوق المتساوية وكأنه يؤكد على اسم الحزب، فأى حرية وأى عدالة هذه.. ولكن لا يجب أن نندهش فهذه الحرية والعدالة والمواطنة والحقوق فى قاموس الإخوان فقط، وبعدها أحس الإخوان بحجم الكارثة التى قالها "البديع" فخرج أحدهم كالعادة لينفى ويقول سنراجع الآراء الفقهية من ناحية ترشح المرأة والقبطى، ولن نعقب على ذلك فمكانه فى مقالات قادمة نختلى فيها بفكر الإخوان. فماذا بعد كل ذلك لو تخيلنا فى ليل بهيم مظلم أو فى نهار أسود حالك أن الإخوان قد صعدوا على كرسى الحكم فماذا نتخيل، سينتهى دور مصر على كل الأصعدة سينتهى هذا البلد ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وحربيا وعلميا واقتصاديا ورياضيا وإنسانيا، بل ستنتهى مصر من الأساس فلا فن ولا ثقافة ولا حرية ولا تعليم ولا دستور ولا قانون ولا إبداع، ستقزم مصر الإخوانية وسيكون أكبر انتصار لمصر أن تقفل المحال التجارية ساعة الصلاة، وأن يفرض الزى الشرعى على النساء جبرا، وستدشن ولله الفضل والمنة جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولنا كمثال حى فى دولة غزة الحماسية الإخوانية المتحدة المثل والقدوة، فحكومة حماس الغزية التى أقسمت علنا فى مؤتمر عام بقسم الإخوان المسلمين وعلى الولاء والطاعة لهم وتركت الانتماء لفلسطين الأبية، هذه الحكومة الإخوانية تركت الرصاص والعذاب يصب على رؤوس الغزيين صبا ولكنها ولله الحمد استطاعت أن تحقق انتصارات أكبر من الانتصار على العدو الصهيونى، فقد استطاعت أن تفرض الحجاب حتى على البنات فى المرحلة الابتدائية كما استطاعت أن تمنع الأرجيلة "الشيشة" من على أفواه النساء وقررت بعزة واقتدار أن تغلق المحال السافرة التى يحدث فيها الاختلاط المحرم.. هذه هى حماس وهؤلاء هم الإخوان لا مانع أن تحترق الدنيا ولكن شعر النساء وأجسامهم وتعليبهم فى البيت هو أقصى أمانى الإخوة فى الإخوان، وما مصير مصر من ذلك ببعيد. أما إذا سأل سائل وقال: طالما هناك ديمقراطية فلما لا نحرمهم من الكرسى –إن وصلوا له- بعد أربع سنوات فننتخب غيرهم، ونقول لهم، الديمقراطية لها تعريف خاص عند الإخوان فهى للاستعمال المنفرد كمرة أولى وأخيرة، فمن يعتقد أن الإخوان لو ركبوا على الكرسى سينزلوا مرة أخرى وينصاعوا للصناديق فهو واهم، فساعتها سيعود التزوير من جديد ولكن هذه المرة ليس من أجل الحاكم الإله ولكن من التزوير من أجل الله سيكون حقا، سيزرع الإخوان أبضاعهم فى كل مكان وسنجد المزور على الصندوق من أصحاب اللحى ولو سألته لماذا تزور سيقول لك من أجل أن يظل شرع الله يحكم به فى الأرض ولا يحكمنا العلمانيون والليبراليون الكفار "كما الاعتقاد الذى يشيعه الإخوان"، هكذا هو التماهى والتلازم عند البسطاء بين وجود الإخوان فى الحكم والحكم بالشريعة، ولنقس على صندوق الانتخاب حينها كل مرافق الدلة بلا استثناء، وحينها سترفع كلمات المرشد المنتهى صلاحيته "مهدى عاكف" التى يجب أن نتذكرها جيدا حين قال "الإخوان لو وصلوا للحكم سيضربون المعارضين لهم بالجزمة"، ولما لا وقد خرج علينا "العريان" منذ أيام بلهجته المتعصبة منذرا ومهددا بأنه إذا لم تكف وسائل الإعلام عن مهاجمة الإخوان فإنهم سيتعرضون للمساءلة الجنائية والمساءلة السياسية والمساءلة الشعبية أيضا، نعم هكذا قال "العريان" فهذا حالهم وهم لا يزالوا لا يملكون من مصر شبرا فما الحال لو استقروا على الكرسى. فلا ..لن يحكم مكتب الإرشاد مصر ولا حتى فى أضغاث أحلامهم، ولن تلبس مصر النقاب، فسيقصى العقلاء فى هذا البلد العظيم وما أكثرهم الإخوان، ولكنه إقصاء من نوع آخر، إقصاء بأن تتوقف المطاردة الأمنية فيجدوا أنفسهم محرومين من العمل بليل الذى لا يعرفون غيره، إقصاء بألا يترك البسطاء فريسة سهلة للإخوان، إقصاء لا يعتمد إلا على كشفهم وتعريتهم. من أجل ذلك فأنا أبشر المتوجسين من الإخوان..اطمئنوا لن تكون مصر دولة دينية ولن يحكمها الإخوان يوما لأنهم يعيشون ويتغذون على المطاردة لكن ما لم يعهده الإخوان أن تتوقف هذه المطاردة بعد أكثر من ثمانين عاما توقفا سيكشف أنهم ليسوا إلا تجارا يبيعون الدين ويسوقونه كسلعة مطلوبة يستزيدون لها من الراغبين ليصلوا على جسدها للحكم..وخطأ يعتقد الإخوان أن تحقيق حلم الآباء المؤسسين والكنهة الأوائل بحكم مصر قد اقترب وبات على مرمى حجر وأقول لهم ناصحا..أنتم فى طريقكم للزوال لو كنتم تعقلون.

وول ستريت: المخابرات الأمريكية ‮ترصد اتصالات بين إيران والمعارضة البحرينية


أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن المخابرات الأمريكية رصدت اتصالات بين مسئولين إيرانيين وآخرين من المعارضة البحرينية‮ ‬يبحثون فيها عن وسائل لمساعدة الشيعة فى‮ ‬البحرين واليمن لزعزعة الاستقرار والأمن وإمكانية تقديم إيران أموالاً‮ ‬أو أسلحة لعناصر المعارضة في‮ ‬ البلدين‮.‬

وأشارت الصحيفة أن خطط طهران قائمة على مساعدة الجماعات المعارضة فى‮ ‬الخليج العربى‮ ‬من أجل زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة والعمل على الحد من مصالح واشنطن فى‮ ‬الشرق الأوسط‮.‬

وأكدت الصحيفة أنه وفقا‮ ‬لمسئولين أمريكيين أن القادة السياسيين الشيعة فى ‬البحرين لديهم اتصالات مع إيران ‬من خلال الاستماع إلى تعليماتهم وتوجيهاتهم‮ ‬عبر تدوير قضية إجراء إصلاحات ديمقراطية خاصا ‬أن قيادات المعارضة تعرف قوة إيران المتنامية فى‮ ‬المنطقة.‮

من جهته أخرى ‮‬أبدى البيت الأبيض قلقه حيال الاضطرابات السياسية التى‮ ‬تجتاح الشرق الأوسط والتى‮ ‬يمكن أن تمنح طهران ‮ فرصة ‬لتشكل طموحاتها النووية وأضافت الصحيفة أن مسئول في‮ ‬وزارة الدفاع الأمريكية أشار إلى أن أجهزة المخابرات كشفت أن إيران عززت عمليات نقل صغيرة الحجم من الأموال والأسلحة الخفيفة إلى مملكة البحرين،‮ ‬الأمر الذى يشير إلى اعتماد إيران وحزب الله الآن على استخدام الدعاية لتأكيد نفوذهما وزيادة زخمهما بين الشيعة فى‮ ‬المنطقة‮.

‬ وأعرب مسئولون أمريكيون‬عن خوفهم من بدء إيران التدخل فى‮ ‬شئون البحرين وأماكن أخرى فى‮ ‬الشرق الأوسط بموجب القانون الدينى‮ ‬للمرشد الأعلى آية الله علي‮ ‬خامنئى‮ ‬الذى‮ ‬أكد فى‮ ‬كثير من المناسبات حماية واسعة لحقوق الشيعة فى‮ ‬العالم‮.‬

أشرف بكير سكرتير مبارك حصل علي 6 أفدنة ب 6 جنية


استشري الفساد وزاد بشكل مخيف ومرعب في مصر وآن الأوان لبتره والقضاء علي زارعيه في ارض الوطن ونزع جذوره من تربه مصر الطاهرة التي مازالت منبتا للخير وحب الوطن احد فصول ذلك الفساد

حدثت في محافظة القليوبية واطرافها كالعادة بعض كبار وعلية القوم وهم عمر عبد الآخر المحافظ الاسبق للقليوبية وامين اباظة وزير الزراعة الاسبق واشرف عمر بكير كبير امناء رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك‮.‬

قصة الفساد جاءت من خلال البلاغ‮ ‬الذي تقدم به علي السيد ابراهيم مجاهد عضو الوفد بالقليوبية للواء رمزي تعلب مدير امن القليوبية والذي اتهم فيه‮ ‬كلا من امين اباظة وزير الزراعة الاسبق‮ ‬وعمر عبد الاخر محافظ القليوبية الاسبق وبعض مسئولي المحافظة‮ ‬بتسهيل حصول اشرف عمر بكير كبير امناء رئاسة الجمهورية سابقا علي‮ ‬مساحة‮ ‬5‮ 6أفدنة بحوض الزهار رقم‮ ‬8‮ ‬بناحية عرب العليقات مركز الخانكة‮ ‬بسعر المتر‮ ‬6‮ ‬جنيهات‮.‬



أحال مدير امن القليوبية البلاغ‮ ‬المقدم من علي مجاهد عضو الوفد الي اللواء محمود يسري مدير ادارة البحث الجنائي فقرر تشكيل فريق بحث يقوده العميد حسين حامد رئيس مباحث الاموال العامة بالقليوبية‮. ‬

كشفت المستندات التي تحقق فيها مباحث الاموال العامة عن بيع تلك المساحات البالغة‮ ‬5‮ ‬أفدنة بما يعادل‮ ‬21000متر‮ ‬بسعر‮ ‬6‮ ‬جنيهات للمتر الواحد علي اقساط‮ ‬الاول من‮ ‬1984‭/‬8‭/‬15‮ ‬حتي‮ ‬1984‭/‬12‭/‬31‮ ‬بمبلغ‮ ‬جنيه‮ ‬3307‭.‬50‮ ‬جنيه والقسط الثاني من عام‮ ‬1985‮ ‬حتي نهاية‮ ‬2005‮ ‬بمبلغ‮ ‬185220‮ ‬جنيها والثالث من‮ ‬2006حتي‮ ‬2006‭/‬7‭/‬31‮ ‬بمبلغ‮ ‬5141‮ ‬جنيها بالاضافة الي مقابل انتفاع الارض بمبلغ‮ ‬193672‭.‬50جنيه‮ ‬في‮ ‬2006‭/‬7‭/‬24‮ ‬وكذلك ثمن الارض والبالغ‮ ‬126000جنيه وباجمالي‮ ‬319672‭.‬5جنيه وخصم مبلغ‮ ‬8300‮ ‬جنيه تم دفعه لمنطقة املاك القليوبية ليصل ثمن الارض الي‮ ‬311372‭.‬50‮ ‬جنيه وهو ما لايعبر عن قيمتها الفعلية‮.‬

وكان أشرف بكير قد تقدم‮ ‬بطلب الي عمر عبد الاخر محافظ القليوبية الاسبق‮ ‬لتخصيص قطعة ارض بمساحة‮ ‬5‮ ‬أفدنة بحوض الزهار ـ رقم‮ ‬8‮ ‬بناحية عرب العليقات ـ مركز الخانكة لإنشاء مصنع لانتاج الاعلاف ووافق المحافظ علي طلب كبير امناء الرئيس السابق ومن يجرؤ وقتها علي ان يقول لا‮! ‬وبالفعل تم تخصيص تلك المساحات وظلت بحوزته حتي‮ ‬2008‭/‬3‭/‬18حيث تقدم بطلب‮ ‬الي امين اباظة وزير الزراعة الاسبق‮ ‬باسم الشركة الوطنية للتنمية والاستثمار‮ ‬والتجارة وشركة طيبة للتجارة‮ ‬لتغيير النشاط الذي حصل علي ترخيص به سابقا‮ ‬من اقامة مصنع لانتاج الاعلاف الي اقامة ثلاجات تبريد وتجميد لحفظ وتخزين الالبان‮ ‬ومشتقاتها ومخبز الي‮ ‬بالاضافة الي نشاط اخر تجاري وإداري‮. ‬



و تم إرسال الموافقة من وزير الزراعة الي محافظ القليوبية السابق المستشار عدلي حسين والذي‮ ‬وافق علي التنفيذ وبشكل فوري رغم اعتراض احمد نصار عوض الله‮ ‬مدير عام الاملاك بالقليوبية‮ ‬والذي رفض عملية البيع‮ ‬مطالبا بالالتزام‮ ‬بالقواعد والقوانين والقرارات المنظمة لعمليات بيع وتخصيص املاك الدولة‮ ‬وخاصة القرار رقم‮ ‬238‮ ‬لسنة‮ ‬2006‮ ‬الصادر من رئاسة الوزراء‮ ‬وارسل خطابا بهذا الشأن الي محمد علي موسي السكرتير العام للمحافظة وقتها مسجل برقم صادر‮ ‬920‮+‬1‮ ‬في‮ ‬2006‭/‬8‭/‬2‮ ‬وجاء الرد سريعا جدا علي احمد نصار مدير الاملاك من خلال‮ ‬خطاب ارسله بكير الي محافظ القليوبية‮. ‬

قال فيه نصاً‮ ‬وكأنه فوق القانون‮ (‬للأسف فان السيد احمد نصار عوض الله مدير املاك القليوبية‮ ‬له راي اخر‮ ‬ويري ضرورة تطبيقه والرجوع للقرار رقم‮ ‬238‮ ‬لسنة‮ ‬2006‮ ‬الصادر من رئاسة الوزراء والمعروف جيدا فحواه‮ ‬والتي اتضحت من خلال خطابه‮ ‬لرئيس الوحدة المحلية بالخانكة‮ ‬والذي قام بتجميد عملية البيع‮ ‬والتخصيص تخوفا من تلك المذكرة‮ ‬وبعد ذلك تم بيع الارض وتخصيصها لكبير امناء الرئاسة وتغيير الترخيص الصادر بشأنها رغم الشروط التي نص عليها العقد ومنها البند التاسع الذي يتعهد فيه الطرف الثاني المشتري باستغلال الأرض في الغرض الذي خصصت من أجله وهو إقامة مصنع أعلاف خلال ثلاث سنوات من تاريخ العقد وفي حالة

مخالفة ذلك يعتبر العقد مفسوخاً‮ ‬من تلقاء نفسه دون الحاجة إلي تنبيه أو إنذار أو اللجوء إلي القضاء،‮ ‬ومع ذلك قام أشرف بكير ببيع المساحة بالكامل وهي خمسة أفدنة إلي أحد رجال الأعمال بمبلغ‮ ‬خمسة ملايين جنيه وذلك علي مرأي ومسمع من المسئولين دون اتخاذ أي إجراءات قانونية مما تسبب في إهدار للمال العام والنهب العلني لاملاك الدولة‮ . ‬والغريب في الامر ان مسئولي المحافظة قرروا بيع متر الارض لاهالي قرية عرب العليقات بمبلغ‮ ‬500جنيه حيث قامت المحافظة بمطالبة الأهالي بشراء منازلهم المقيمين فيها منذ أكثر من‮ ‬70‮ ‬عاماً‮ ‬وحددت سعر المتر بمبلغ‮ ‬500‮ ‬جنيه للاهالي البسطاء‮ ‬وقام الأهالي بالاحتجاجات والتظاهر أمام الوحدة المحلية بعرب العليقات بالخانكة بل وأمام المحافظة للتعبير عن‮ ‬غضبهم وسخطهم من المسئولين الذين‮ ‬يكيلون بمكيالين وأيضاً‮ ‬رئيس الوزراء الاسبق صاحب قرار تقنين واضعي اليد علي أرض أملاك الدولة رقم‮ ‬2014‮ ‬لسنة‮ ‬2006‮ ‬والذي صدر علي‮ ‬غراره قرار محافظ القليوبية رقم‮ ‬587‮ ‬لسنة‮ ‬2006‮ ‬والذي تم تحديد سعر المتر بناء عليه بـ500‮ ‬جنيه للمواطن البسيط امام كبير امناء الرئاسة فالمتر له برخص التراب وكانها ارضهم واملاكهم يوزعونها علي من شاءوا في الوقت الذي يحددونه فلك الله يا مصر‮.