الاثنين، 3 يناير 2011

موعدنا مساء ٦ يناير

فى جميع الأحوال لابد أن نتعامل جميعاً باعتبار أن ما جرى فى الإسكندرية هو عَرَضٌ وليس مرضاً متأصلاً ومترسخاً فى نسيج هذا المجتمع.. وانطلاقاً من هذا الفهم يجب ألا يعطل «العَرَض» مسيرة أو يوقف مساراً، لذلك نجد أنفسنا، مع كل الاحترام لشخص قداسة البابا شنودة الثالث، وكل التقدير لمشاعره، وحرصه على حماية أرواح المواطنين، نختلف معه ومع القيادات الكنسية التى قررت إلغاء احتفالات عيد الميلاد، لأن ذلك يمنح مكسباً عارضاً طارئاً لا يستحقه، والرسالة من ورائه سلبية، وربما تمنح المخربين فرصة الإحساس بأنهم نجحوا فى التأثير فى مسار الأحداث الطبيعى والمنطقى. لكن، ونحن نطالب بعدم إلغاء الاحتفالات، ندعو فى المقابل إلى التوحد والمبادرة لبث الطمأنينة فى قلوب إخواننا وأبنائنا، والتجاوب مع المبادرات الشعبية والمجتمعية التى عبرّت عنها مؤسسات مثل ساقية الصاوى أو قافلة شعاع الخير، وغيرها من المبادرات التى تدعو الجميع إلى الذهاب إلى الكنائس وتطويقها وحمايتها، حتى يحتفل إخواننا فى أمان. لنجعل احتفالات عيد الميلاد «يوماً وطنياً» بحق.. نتحد فيه جميعاً، ويبادر كل منا باتخاذ ما يجده فى استطاعته لاحتواء آثار ما جرى، وعدم منح المعتدين الآثمين فرصة للإحساس بنجاح مخططهم فى سرقة البهجة من قلوبنا، وإفساد أفراحنا وأعيادنا. لنتواجد حول الكنائس.. نحمى المصلين فى قداساتهم.. نمد الأيادى حتى تستمر الأجراس تقرع.. فإيماننا راسخ بأن إسكات هذه الأجراس خراب لنا جميعاً.. موعدنا مساء ٦ يناير لنحتفل جميعاً بميلاد المسيح الذى نؤمن بـ«نبوته» جميعاً.. ولنراعِ الله الواحد الذى نعبده جميعاً فى وطن كان طوال تاريخه عصيّاً على الإنكسار والهزيمة، وقوياً بأبنائه.. كل أبنائه.